أمنية واؤودى جوسناواتي بعد إكمال دراستها في المعهد العالي للدراسات الإسلامية واللغة العربية بمكسر هي العودة إلى مسقط رأسها. ولكن قدر الله، أن يكون مصير هذه الفتاة التي ولدت في قرية نانالي محافظة رأس مادان بورو الجنوبية إلى غير ما تتمناها. لقد تم تعيينها من قبل المعهد وفدا إلى مدينة نامليا، جزيرة بورو، مالوكو، التي تقع بعيدة جدًا عن مسقط رأسها.

في بداية الأمر، ثقلت على نفسها قبول تلك الأمانة. والسبب الأساسي في ذلك أنه ليس لديها أي أقارب في تلك المنطقة يمكنها النزول عندهم مؤقتًا خلال فترة عملها، بالإضافة إلى أن المنطقة غريبة جدًا بالنسبة لها.

فبالتزود ببسم الله جلا وعلا ثم بالشجاعة والعلم التي اكتسبتها خلال دراستها وتربيها في المعهد العالي، وافقت أخيرًا على الأمانة. “نعم” كذا أجابت عندما سئلت عن استعدادها للإرسال إلى مقر الدعوة.

في تلك المنطقة، تتولى واؤودى الإشراف في معهد تحفيظ القرآن “الأنصار” بقرية جيكوميراسا التي تبلغ المسافة بين مقر إقامتها في مركز الدعوة بمدينة نامليا و بين هذا المعهد حوالي 26 كم. تلك المسافة البعيدة التي يجب عليها قطعها باستخدام وسائل النقل العام المحدودة للغاية. علما أن وسائل النقل العام في هذه المنطقة تعمل فقط من الصباح حتى الحادية عشرة ظهرا، ومع ذلك قد تنتظر واؤودى السيارة عدة ساعات لأنها متى تتجاوز هذه الساعات تكون من الصعوبة بمكان للحصول على أية وسائل النقل.

ليس نادرا أن يخطر أحيانا ببال واؤودي الاستسلام والتراجع عن هذا الطريق فتعود إلى مسقط رأسها تعيش وتستأنس مع أقاربها. ولكن حبها لهذه الأمة وخاصة لهؤلاء المجتمع الذين قد تربّوا عندها لفترة من الزمن من خلال وجودها بتلك المنطقة، قد ألغى تلك الوشاوش فترفع همتها مرة أخرى وكذا عدد الدعاة والداعيات المحدود جدا في المنطقة يستدعي تفاعلها على النهوض والاستمرار على الأعمال الدعوية الغالية والبقاء هناك بكل قيود وتحديات الحياة فيها.

مترجم: سراج الدين قاسم

Loading

اترك تعليقاً